تحليل قصيدة اغاني مهيار الدمشقي لأدونيس (علي احمد سعيد)
تمهيد:
يعتبر خطاب المعاصرة و التحديث شعر التجربة الشاملة الذي حقق نقلة نوعية في حركية الشعر العربي الحديث.
والنص لصاحبه ادونيس الذي اتسمت شاعريته باستخدام الجديد للغة وادواتها التعبيرية واقتحام عالم الرمزية والتصوف. كما استمر بالدعوة الى الحادثة في الفكر والادب، لكن ميله للغموض اثار حوله ردود فعلية متناقضة في الرأي والحكم.
وبناءا على عنوان النص وبدايته ونهايته وشكله، تفترض انتمائه الى خطاب المعاصرة والتحديث لكونه يستعمل الصور القائمة على الرمز كأداة تعبير، كما يستعمل الانزياح بخرق حدود اللغة العادية وخرق البنية الايقاعية التقليدية واعتماد نظام المقاطع. كما تفترض ان النص يعبر عن تجربة شاملة تتعلق بالشعر و الحداثة
ويبدأ النص بعرض قصة مهيار في العهد الجديد، اذ فقد عشاقه لكون شعره بلا رنين ولكون شعره من التائهين لا يقدم رؤيا واضحة عن الانسان. ثم يعرف الشاعر بنفسه، فهو ذو رؤيا واضحة مخالفة لرؤيا عيره، ويؤكد ان رؤيته تتجاوز واقع المدينة لتقدم رؤيا مستقبلية.
وفي مقطع المدينة يعرف برؤيا المحدثين، فهي رؤيا تهدم المدينة و الواقع وتبني رؤيا ثقافة ثورية تعكس عالما شاسعا وخاصا.
وفي مرثية الحلاج، يبين الشاعر اصل هذه الرؤيا في الثورات وهي الرؤيا الصوفية التي يجسدها شعر الحلاج الذي اتصف برؤيا مشرقة تمثل الماضي والمستقبل ورؤيا ثورية تكشف عن اسرار الحقيقة وهي رؤيا التي ستبقى للأجيال.
وفي مقطع مرثية، يؤكد ان المرثي رصد طريق الشعر وان الاجيال اللاحقة تتابع نهجه.
فموضوع النص يتمحور حول تجربة شاملة ذاتية وجماعية تهم الشاعر و سائر المحدثين. ويعبر الشاعر عن هذه الرؤيا بكافة مكونات القصيدة.
فيما يخص الايقاع:
فانه يعوض تكرار النظم التقليدي بتكرار الاصوات مثل الهاء و النون و الكاف. و تكرار الكلمات مثل مهيار / مصباح/ ملك/ صليت/ اقسمت .....وتكرار بعض العبارات مثل : ملك مهيار / في موكب الصاعقة/ حتى ولو/ يا ريشة مسمومة خضراء.
ويتضح ان ايقاع النص، يخدم المناخ النفسي للشاعر ويعبر عن رؤيا للشعر الحديث.
الصور:
كما جاءت الصور: لتعمق دلالة النص من خلال استعمال صور تركيبية تجمع بين عديد من الصور في سياق واحد منظم مثل التشبيه و الاستعارة والرمز و الايحاء في سياق صورة فنية واحدة . ومن الرموز: مهيار/ المصباح/ المدينة/ الحلاج ....
وزاوج الشاعر بين الاساليب الانشائية و الاساليب الخبرية. فالأساليب الخبرية تعبر عن رؤية الشاعر المحدثة للواقع و الشعر، نما تعبر عن رؤية القدماء الذين تستعصي عنهم الرؤيا. اما الاساليب الانشائية فتقوم بوظيفة التعبير عن مواقف وانفعالات الشاعر ومن امثلتها الاستفهام: "وانت ماذا؟" "من اين لك خطاك".... واذا فالنص ذو وظيفة تعبيرية شعرية لأنها تعبر عن رؤية الشاعر الشاملة مستغلا الامكانات الجمالية للغة و الايقاع و الصور و الاسلوب.
يمكنك الاطلاع ايضا على:
القصيدة الحديثة
مهارة تحليل القصيدة الشعرية
تحليل قصيدة رحل النهار لبدر شاكر السياب
تحليل قصيدة نهاية السلم لنازك الملائكة
No comments:
Post a Comment
مرحبا بكم على مدونة تحليل النصوص الادبية و النقدية