عبارات الادب
في
غمرة العمر وفي
ظلِّ كل الظروف والأوقات المتقلبة والمشاعر المختلطة التي تمر
علينا في حياتنا، دائماً ما
نبحث حولنا عن
أي شيء يُجسد مشاعرنا ويُعبّر عن أحوالنا كالأغنيات ، قصائد الشعر، اللوحات الفنية أو
حتى عبارات الأدب المكتوبة.
العبارات هي عالم قائم بحد ذاته يلجأ إليه من تُغلق أمامهم سُبل التعبير والكلام، فقد تجد نفسك مدهوشاً عندما تمر صدفة على مجموعة عبارات ثم تجد أنها تمثل مشاعرك وعواطفك ومواقفك التي طالما عجزت عن التعبير عنها سواء في فرحك أو حزنك أو حتى في أوقات نجاحك أو إحباطك، عبارات تجسدك أنت بكل ما في حياتك من نبض، عبارات تجعلك تفكر طويلاً وأنت تسأل نفسك كيف لكلماتٍ من بضعِ حروفٍ أن تقول ما عجز اللسان عن التفوه فيه؟ وكيف تحوّل بمجردِ لحظةٍ خاطفةٍ ما في القلب إلى عبارات على الورق؟
يقولون أن الأدب نوع من أنواع الفن! نعم، صحيح! يمكن إدراك هذا الأمر عندما نجد القوة السحرية التي تتمتع فيها عبارات الأدب، والتي يمكنها فيها أن تكون قادرة على قول ما لا يقدر الإنسان أحياناً على قوله، وتحويل الكلمات العالقة في الحلق إلى شيء قابل للبوح؛ إذاً فالعبارات فن ومن يكتبها بمقامِ فنان، فقد كان لديه قوة الروح وجمال اللغة ما جعله قادراً على ترجمة المشاعر المستعصية في عالم الكتمان إلى عبارات وحروف وكلمات مفهومة تمثل مئات الأشخاص بل الآلاف أيضاً !
يمكن القول ببساطة أن بعض عبارات الأدب تجعلنا نفصح عمّا بأفئدتنا ونوصلها إلى من حولنا بكل سهولة ويسر دون الحاجة إلى الكلام الكثير أو الارتباك المبالغ فيه، فالعبارات وسيلة تساعد في نقل الرسائل الخفية التي تسكن بداخل كل إنسان منّا والتي طالما كان التمني أن يعرفها ويسمعها من نهتم لأمرهم دون أن نقولها بأفواهنا، حيث أن غايتنا هي فهم المعنى وفهم قلوبنا.
أخيراً، لا يمكن القول إلاّ أن عبارات الأدب هي ليست مجرد صفوف من الكلمات الفارغة التي لا معنى لها، بل هي عبارة عن كلمات مليئة بالمعنى، ذلك المعنى الذي في القلوب.