الاستدلال والبرهنة لتفسير قضية :
مهارة الاستدلال والبرهنة:
المقصود ب الاستدلال و البرهنة هو متفسير قضية ما باستخدام براهين وأدلة على صحة افتراضات او اقناع المخاطب بصدق دعوى. ولتفسير قضية ما بالاستدلال و البرهنة, ينبغي اتباع الخطوات التالية:
1.المقدمة:
+ طرح الإشكالية
+ تخصيص الإشكالية
+ تحديد الإشكالية
2.العرض:
+ طرح الآراء المختلفة وتفسيرها والميل الى رأي مناسب
+ التفسير والشرح (التعريف و الوصف والسرد)
+ استخدام براهين وأدلة ملموسة وأخرى عقلية مع احترام مبادئ (عدم التناقض، التماثل، التعدي، التضمين، التوقع، الافتراض)
3. البديل/ خاتمة (تأكيد الرأي وإعطاء البديل)
تطبيق:
انجز الموضوع الانشائي التالي:
نص الموضوع:
" تميز الشعر الحديث بغموضه، وكان هذا الغموض نتاج الأدوات التي توسل بها الشاعر، حين وظف لغة وأساليب جديدة جعلت تلقي القصيدة دون خلفية ثقافية امرا صعبا. ولقد اختلف النقاد حول هذه المسألة، فذهب بعضهم الى ان الشاعر ملزم بتبسيط شعره ليصبح في متناول القارئ، ورأى بعضهم الاخر ان القارئ مدعو الى الارتقاء نحو عالم القصيدة الحديثة برصيده الثقافي الذي يمكنه من التفاعل معه".
فسر فحوى هذه الإشكالية مبررا موقفك من التصورين المطروحين مبررا إياه بما يناسب من الأدلة.
الإنجاز:
+ طرح الإشكالية:
يواجه من ألف قراءة الشعر العربي القديم صعوبة كبيرة في التجاوب مع الشعر المعاصر مما يجعل بعض القراء يرفضونه نتيجة صعوبته.
+ تخصيص الإشكالية:
فالمؤكد ان الشعر المعاصر يمثل اتجاها جماليا يختلف عن اتجاه الشعر القديم. فإذا كان الشعر القديم يمتاز بالبساطة والسهولة، فإن الشعر المعاصر يمتاز بخاصية الغموض التي تعتبرها مقوما أساسيا من مقدماته، مما يؤدي الى صعوبة تكيف المتلقي معه.
+ تحديد الإشكالية:
ان هذه المسافة التي تفصل بين الشعري المعاصر والمتلقي تضطرنا الى الإجابة عن التساؤلات التالية:
ما هو الغموض وماهي مميزاته؟ هل الوضوح عنصر قوة في الشعر القديم، والغموض عنصر عجز في الشعر المعاصر؟ ام ان العدول والانزياح عن البساطة والوضوح الى الغموض يمثل ضرورة فنية وشعرية.
2.العرض:
+ طرح الآراء المختلفة وتفسيرها والميل الى رأي مناسب:
يرى انصار الشعر القديم الذي يتسم بالوضوح والبساطة وحده يستطيع ان ينتج المتعة ويؤثر فينا.
ونحن نتفق مبدئيا مع هذا الرأي، اذ ان الشعر قد يكون بسيطا سهلا، ومع ذلك ننفعل به. ولكن هناك من الشعر ما يثيرنا، وان كان غامضا. كما ان الغموض خاصية مشتركة بين القديم والمعاصر، الا انه ظاهرة واضحة في الشعر المعاصر تدعونا الى التأمل، ذلك انه من الغير الممكن ان تكون هذه الظاهرة ناتجة عن مجرد رغبة العراء في إرضاء ذواتهم وإغاضة متلقي الشعر ووضعه في اطار من الطلاسم.
+ التفسير والشرح (التعريف و الوصف والسرد):
وهنا ينبغي تحديد معنى الغموض، فنقول انه يرتبط بطبيعة الشعر ذاتها. بل يمكن القول ان الشعر هو الغموض. وهو صفة إيجابية في الشعر، اذ ان الغموض يرجع الى امانة الشاعر وموضوعيته. كما ان الغموض خاصية في طبيعة "التفكير الشعري"، وليس خاصية في طبيعة "التعبير الشعري". وهو لذلك اشد ارتباطا بجوهر الشعر وبأصوله.
+ استخدام براهين وأدلة ملموسة وأخرى عقلية مع احترام مبادئ (عدم التناقض، التماثل، التعدي، التضمين، التوقع، الافتراض) :
وقد قلنا ان الشعر القديم تتسم بعض قصائده بالغموض. فهل هذا هو الغموض الذي نقصده؟ اننا نميز بين نوعين من الغموض وهما؛ الغموض و الابهام. فالشيء المبهم ليس هو الشيء الغامض ضرورة. فالإبهام صفة نحوية ترتبط بالنحو وتركيب الجملة، في حين ان الغموض صفة خيالية فنية، تنشأ قبل الصياغة اللغوية والتحوية.
وبناء على هذا التمييز، نميز بين بعض الشعر القديم المبهم، وجل الشعر المعاصر الغامض. فلنتأمل بيتا شعريا مبهما، وهو "للمتنبي"، يقول الشاعر:
وما مثله في الناس الا مملكا ابوامه حي ابوه يقاربه
ان البيت ليس غامضا ولكنه مبهما. والمشكلة فيه لا ترتبط بالخيال، وانما هي مشكلة لغوية يتطلب حلها حل مشكلة التركيب اللغوي لا اكثر ولا اقل. فبمجرد ان نحدد عائد الضمير -في هذا البيت – تكون المشكلة قد حلت والمعنى اتضح. وهذا الابهام لا يمثل ضرورة فنية، في حين ان الغموض ضرورة فنية في الشعر المعاصر، ذلك ان الانسان – كما يقول "فيكو" – يشكل أفكارا خيالية قبل ان يشكل أفكارا عامة، ويستخدم الاستعارات قبل ان يستخدم الالفاظ الاصطلاحية، واستحدامه الالفاظ المستعارة هو بالنسبة اليه شيء طبيعي. فقولنا مثلا، "كبد الحقيقة" و" عين المسألة" و"الريح تولول" و " السماء تبكي" وما شكل ذلك، لم يعد ينظر اليها على انها مجازات. وانما هي عبارات مجازية لا تتفق مع منطق العقل، لأنها خلقت من قبل منطق الخيال. وعلى هذا الأساس نستطيع ان نفهم معنى الغموض في الشعر. فالشعر لا يستخدم اللفظ المعتاد بدلالته التي تعلمنا ها، او التي نستخدمها في حياتنا اليومية. كما ان الشعر لا يفسر لنا الأشياء تفسيرا منطقيا يقبله العقل. ومن تم فإننا نصف الشاعر بانه غامض. والحقيقة اننا لا نحكم عليه هذا الحكم، الا لأننا منطقيون، ولأننا اعتدنا ان نتعامل باللغة في وضوح. اما الشاعر فيدرك الأشياء إدراكا ابعد مما نصنع، وهو لذلك لا يجد في لغتنا الجاهزة من الالفاظ وصور التعبير ما يشرح به ادراكه للأشياء في دقة واتقان. ومن هنا يذهب الى الاختراع؛ اختراع الالفاظ، واختراع صور التعبير، والاختراع خيال. ومنطق الخيال غير منطق الواقع. وعند ذلك يلعب المجاز والايحاء و الانزياح والرمز دورا أساسيا. فاذا للكلمات ابعادا جديدة، واذا الصور رموزا اخترعها الخيال، فلابد اذن للشاعر من التلاعب بمعاني الالفاظ وتوسيع نطاقها.
3. البديل/ خاتمة (تأكيد الرأي وإعطاء البديل):
ومن هنا يتضح لنا ان الغموض في الشعر ليس نقيضا للبساطة، وان الشعر البسيط الذي يطر بنا هو نفس الوقت عميق، وبساطة الشعر القديم لا يجب ان تدفعنا الى رفض الشعر الغامض. فهذا الشعر المعاصر و الغامض يغني اللغة، كما يكون لذى القارئ حاسة شعرية صادقة. فلو بقينا نرفض الشعر لغموضه، لما تحركنا من مكاننا خطوة. وافضل من هذا ان نحاول الاقتراب من هذا الشعر، وان نروض انفسنا على استقباله بكل ما فيه من غموض لأنه بغير ذلك لن يكون شعرا.
التركيب:
ان الموضوع الذي يطرح إشكالية او قضية يحتاج في إنجازه الى أساليب التفسير والبرهنة وهي كالتالي:
× تفسير الظاهرة بالتعريف بها، او بحث علاقة التماثل والتشابه بينها وبين ظواهر أخرى، او سرد احداث تعلل وجودها، او وصف مكوناتها وعناصرها.
× استخدام البراهين للدفاع عن صحة دعوى او دحض غيرها، باعتماد ادلة ملموسة أخرى منطقية.
يمكنك الاطلاع ايضا على:
مهارة تحليل القصيدة الشعرية
مهارة الاستدلال والبرهن
No comments:
Post a Comment
مرحبا بكم على مدونة تحليل النصوص الادبية و النقدية