تحليل قصيدة اخشى ان تطول حياتي لحافظ ابرهيم
تمهيد:
ينتمي النص الذي بين ايدينا الى خطاب البعث والاحياء، وهو خطاب يدعو الى احياء القيم الجمالية والثقافية الموروثة مع التعبير عن التجارب الذاتية وقضايا قومية ووطنية جديدة.
واذا كان البارودي يمثل مرحلة الريادة في خطاب البعث و الاحياء، فان حافظ ابراهيم يمثل مرحلة الامتداد لهذا الخطاب. وحافظ ابراهيم شاعر مصري عاش في كنف خاله بالقاهرة و لم يتلق تعليما منظما بين انتقال العائلة الى اماكن مختلفة. دخل المدرسة
الحربية في السابعة عشر من عمره. وقد نظم الشعر فداع صيته شاعرا حتى لقب بشاعر النيل، وقال الشعر في جميع الاغراض و اجاد في الرثاء، ومنه رثاء الشيخ محمد عبده في خذا النص.
فإلى اي حد يجسد النص خائص البعث و الاحياء من حيث المضمون والشكل؟ هذا ما سنقف عليه من خلال افكار النص ومعجمه وصوره واساليبه.
وبعد قراءة النص، يمكن تحديد افكاره كالتالي:
تحسر الشاعر على حاله وحال المجتمع الاسلامي وبعد موت المرثي.
رغبة الشاعر في استرجاع ايام المرثي الجميلة ووقوفه على قبره واجلاله وتقديره.
تقصير المجتمع في حق الفقيد وجهلهم قبره.
سوء حال الشاعر في الحاضر بعد موت الفقيد.
وقوفه على منزل الرثي واسترجاع ماضيه المجيد والتحسر على ماضيه التعيس وتعداد محاسنه.
ونلاحظ من خلال هذه الافكار ان الشاعر عبر عن تجربة معينة، اذ انه جارى القدماء من حيث خصائص المعنى. فمعاني النص شريفة، اذ تشيد بالخصال الحميدة للمرثي وتنتمي الى موضوع شعري قديم.
فاذا انتقلنا الى تحليل النص:
فإننا نجد ان معجمه يمكن ان ينقسم الى الحقول الدلالية التالية:
الالفاظ الدالة على المقدسات الدينية: الاسلام/ محمد/ الدين/ التقوى/ عرفات
الالفاظ الدالة على الجنائزية: الموت/ القبر/ خاشعا
الالفاظ الدالة على الاعتراف بالجميل: البر/ فَيا مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ أَظَلَّني + وَأَرغَمَ حُسّادي وَغَمَّ عُداتي /
اما على صعيد الصور الفنية:
فنلاحظ ان الشاعر وظف صورا شعرية تعبر عن يأس الشاعر على فقدان المرثي. ومن هذه الصور نذكر:
فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِ (مجاز مرسل) مَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا +
وَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا + فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِ (مجاز)
وهكذا نستخلص مما تقدم ان النص تضمن خصائص تقليدية منها التزام الوزن العمودي والموضوع التقليدي و الاعتماد على الموروث الديني (استخدام مصطلحات دينية)، ويستقي معجمه من الشعر القديم كما استعمل صور شعرية تقليدية.
اما من حيث الاساليب:
فنلاحظ ان النص مزدوج الاتجاه. اتجاه نحو المخاطب واتجاه نحو الذات. ويبرز ذلك من خلال الضمائر المستعملة في النص كالتالي:
الانتقال من ضمير المتكلم الى ضمير الغائب عندما وصف حسرته على الفقيد ووصف جهل المجتمع للمرثي. وينتقل من المتكلم الى المخاطب عندما لا يجد الشاعر من يعوض مكانة المرثي لديه. فيعود الى التحسر على الفقيد ويرغب في استحضار واسترجاع ايام مخاطبا اياه، ومعددا لمحاسنه. ومن خلال هذه الاساليب تتضح هيمنة الوظيفة التوجيهية على النص من خلال نزعته الخطابية الاصلاحية.
وفي الختام نخرج بالخلاصة التالية:
ان حافظ ابراهيم يعد امتداد لمدرسة البارودي زلم يتجاوزه مثل شوقي الذي كتب في الشعر المسرحي. فخصائص شعر البارودي لا تخرج عن خصائص قصيدة البعث و الاحياء، ذلك ان مضامنه لا تتجاوز الشعر الوطني حول احداث عرفتها مصر او مدح الزعماء الوطنيين.....
يمكنك الاطلاع ايضا على:
تحليل قصيدة ميميه في الفخر لمحمود سامي البارودي
نموذج من شعر علال الفاسي: تحليل قصيدة ذكريات وعهود
نموذج من شعر احمد شوقي: تحليل قصيدة اندلسية
تحليل قصيدة قف بالمعرة لمحمد مهدي الجواهري
تحليل قصيدة متى يكتب العرب ملحمة لمحمد الحلوي
تحليل قصيدة منك ياهاجر دائي لأحمد شوقي-خطاب البعث والاحياء
No comments:
Post a Comment
مرحبا بكم على مدونة تحليل النصوص الادبية و النقدية