تحليل قصيدة متى يكتب العرب ملحمة لمحمد الحلوي
تمهيد:
يحيلنا هذا النص على تجربة خطاب البعث والاحياء بالمغرب، وهو لصاحبه محمد الحلوي. وقد ولد بفاس سنة 1922 وانهى دراسته بالقرويين واهتم بالشعر الوطني وذكر المنافي والسجون والدعوة الاصلاحية ومعالجة القضايا العربية.
ملاحظة النص:
نفترض ان النص ينتمي الى خطاب البعث و الاحياء لانه يتناول قضية قومية ويدعو الى الوحدة العربية. كما يتبين من خلال عنوان النص وبدايته ونهايته هذا اضافة الى ان النص يحترم تقاليد القصيدة القديمة، اذ نسج على منوال الشعر العمودي ذو الشطرين المتناظرين والموحد الوزن والقافية والراوي والتصريع في البيت الاول. كما ان النص ذو وظيفة توجيهية لأنه يوجه القارئ الى التوصل بالوحدة والقومية العربية.
فهم النص:
وبعد قراءتنا للنص ان الشاعر يعرض مأسي العرب ومعاناتهم من المستعمرين، مشيرا في الوحدة الاولى ــ من البيت الاول الى البيت الرابع ــ الى تفرقة العرب وتقاعسهم عن الجهاد. وفي الوحدة الثانية ــ من البيت الخامس الى البيت الثالث عشر ــ يشير الشاعر الى عدم استفادة العرب من العبر والخطر التي المت بهم قديما وحديثا. وفي الوحدة الاخيرة يدعو الشاعر الامة العربية الى التوحد والتلاحم.
وهكذا نلاحظ ان مضمون النص يعكس خصائص البعث و الاحياء، اذ انه يدعو الى احياء القيم الثقافية القديمة مثل الفروسية. كما يدعو الى القومية العربية، اي يتناول قومية جماعية معاشة.
المعجم:
ومن خلال تصنيفنا لألفاظ النص نستخلص:
هيمنة الجمل الفعلية و الافعال المضارعة وضمير الغائب. فالجمل الفعلية تدل على الحركة والتغير مهيمنة على النص لدلالة على رغبة الشاعر في استنهاض همم العرب او تحريكهم. كما هيمنة الافعال المضارعة لدلالة على حال الامة العربية المتدهور مقابل ماضيها المجيد. هيمنة ضمير الغيبة لدلالة على الوطن وغياب الماضي المجيد وسبات وخمول الامة العربية حاليا. في حين نلاحظ ندرة الجمل الاسمية لدلالة على ندرة الثبات والاستقرار وشيوع التفرقة وطغيان الفوضى وعدم النظام. ونلاحظ ايضا ندرة الافعال الماضية لدلالة على ندرة مواقف الشجاعة وقيم البطولة التقليدية. وندرة ضمير المتكلم لدلالة على ان القضية ليست شخصية وانما هي جماعية اكثر.
ونستخلص من خلال المعجم ان لغة النص تقريرية لا تعكس تجربة فنية او ذاتية وذلك يدل على النزعة الاصلاحية التعليمية والرغبة في الارشاد والوعظ. فشعر الحلوي ذو نزعة خطابية تستعمل الفاظا مباشرة ولاتكثر من استعمال الصور الشعرية. لكنها بالمقابل قد تكثر من الاساليب الانشائية كالاستفهام والنداء والتعجب. ومن هذه الاساليب:
× النداء:
ويا حادي الركب في امتي/ ويا فتنة لم تزل محنـةً
× الاستفهام:
متى يكتب؟ (وهو استفهام يفيد التمني)
اما على صعيد الصور الفنية:
فنلاحظ انها تقوم بوظيفة تعبيرية. في البيت الاول استعارة تعبر عن حال الوطن العربي. وفي البيت الثالث هناك استعارة تعبر عن الفوضى التي تسود الشعب العربي في غياب قائد محمد صلى الله عليه وسلم. وفي البت الرابع كناية تعبر عن تقاعس العرب عن الجهاد. وفي البيت التاسع استعارة تعبر عن حالة الفلسطينيين في السجون و المخيمات.
ومن الملاحظ ان الصور في النص، انها صور تقليدية تقوم في الغالب على التشخيص والمزج بين الحسي و المجرد.
وفيما يخص ايقاع النص، فان الشاعر قد اعتنى بالإيقاع الخارجي اذ نظم القصيدة على وزن تقليدي يناسب الموضوع والتزام وحدة القصيدة ووحدة الراوي النون الذي يؤدي تكراره وظيفة تعبر عن موضوع النص.
الا ان الشاعر اعتنى كذلك بالإيقاع الداخلي من خلال توظيف ظواهر المماثلة مثل: من لهب/ من بعد . والمماثلة هنا تضفي الانسجام صوتيا على النص. كما تميز ايضا الايقاع الداخلي بتكرار بعض الاصوات كالعين والنون والقاف.
يمكنك الاطلاع ايضا على:
تحليل قصيدة ميميه في الفخر لمحمود سامي البارودي
تحليل قصيدة منك ياهاجر دائي لأحمد شوقي-خطاب البعث والاحياء
تحليل قصيدة قف بالمعرة لمحمد مهدي الجواهري
تحليل قصيدة اخشى ان تطول حياتي لحافظ ابرهيم
نموذج من شعر احمد شوقي: تحليل قصيدة اندلسية
No comments:
Post a Comment
مرحبا بكم على مدونة تحليل النصوص الادبية و النقدية